تأطير الأستاذ امحمد بنمخلوف
تعتبر صناعة الزليج والفخار من الصناعات القديمة في المغرب بحيث تعود إلى قرون غابرة احتك فيها الصانع التقليدي بحضارات مختلفة أهمها الفينيقيون والرومان، كما كشفت بعض الحفريات والمآثر المتواجدة بمدن عتيقة، عن نماذج وأشكال عريقة من هذه الصناعات تعكس عبقرية الصانع المغربي في هذا المجال عبر مختلف الحقب والأزمنة.
كما يؤكد الاستاذ الباحث في هذا السياق على أن الزليج والفخار يعتمد أساسا على الطين كمادة أولية رئيسية في صناعة الفخار والزليج وتحدث عن الكيفية التي يتم بها تهيئ هذه المادة وكذا المراحل التي تخضع لها في عملية الصنع والنقش والوضع والتركيب، هده المراحل الشاقة تتطلب الوقت والخبرة في المجال، فبعد تنقية الطين من الأحجار والمواد الكلسية العالقة به، يوضع في صهاريج مائية لمدة طويلة، ثم يعرض لأشعة الشمس حتى يجف وهي عملية تستغرق 24 ساعة في الفصول غير الممطرة، بعدها يتم عجنه وتطويعه على لولب خاص يقوم الصانع بإدارته بواسطة القدمين، فيما يشكل العجين بيديه مستعيناً بالماء، وتوضع مرة ثانية تحت أشعة الشمس لتجف، وتدخل إلى أفران بدرجة حرارة عالية بين 900 و1200 درجة.
كما أشار الباحث أيضا إلى نوعين من الفخار وهي الفخار المطلي وغير المطلي والخصائص التي تميز بعضهما البعض فنجد الفخار الذي يغلب عليه الطابع الفني سواء في أواني المطبخ (الطجين و القصرية و الطنجية مثلاً)، أو فيما يتعلق بتزيين المنزل (كالمزهريات و المباخر و صحون التزيين)، وأهم المدن التي اشتهرت مدينة فاس وباقي المغربية الأخرى كسلا ومراكش وتطوان وآسفي.
للإشارة فحرفة الفخار والزليج في فاس ازدهرت نظرا لتوفرها على تربة طينية مميزة وغنية ومشهود لها عالمياً بالصلابة والطواعية في نفس الوقت، كما أن الصانع المغربي متشبث باستخدام الأدوات والأساليب التقليدية للحفاظ على روح الصنعة.