الزخرفة الإسلامية تحقق القيم النفعية وتحول الخسيس إلى نفيس
أكد الأستاذ محمد ابن كيران أن المسلمون لم يهتموا بتجميل فضاءات عيشهم ، نظرا لانشغالهم بنشر الدعوة الإسلامية، فضلت أماكنهم متواضعة، إلى أن ظهر الاهتمام الأكبر بالزخرفة، في العصر الأموي ، وأشار الأستاذ بنكيران خلال مداخلته بعنوان: تأثير الطابع الأندلسي في زخرفة الأعمال المعدنية اليدوية بالمغرب الأسس والتقنيات، بالمعرض الوطني للمعادن بمدينة فاس يوم الإثنين 2 مارس 2019 أن نهضت ازدهار فنون الزخرفة المغربية تجلى في المساجد والقصور التي بناها الخلفاء، حيث كرس العباسيون هذا الاختيار باتخاذهم مدينة بغداد عاصمة لدولتهم مخترقين الحدود الزمنية والمكانية للوصول إلى الجمال المثالي الذي يمس الجوهر وتستمد منه الأشياء قيمتها الجمالية.
وأبرز الأستاذ محمد ابن كيران خصوصيات الأسس الفكرية وجمالية الزخرفة الإسلامية وقواعدها، إضافة لبناء الشكل وتقنيات التصنيع والزخرفة اليدوية، مما يجعل الأشكال تخرج عن جمودها وتصبح تسبيحا في حركة زمنية تمثل الديمومة والاستمرارية في حركيتها اللانهائية.
واعتبر الأستاذ المحاضر أن الزخرفة الإسلامية تحقق القيم النفعية وتحول الخسيس إلى نفيس وإسناده قيمة جمالية بالعمل الفني وليس بالخامة فقط .
وأوضح السيد ابن كيران أن الزخرفة النباتية "التوريق" تعتمد على اختزال الأوراق النباتية والبراعم والأوراق المتفرعة والمتصلة واتخاذ قوس الدائرة والخط الحلزوني أساسا يبنى عليه رسم الزخرفة.
وأكد السيد محمد ابن كيران أن الأعمال المعدنية اليدوية، بأشكالها وزخارفها، تعكس صورة المجتمع الذي أنشأها وطرق عيشه وأذواقه والمعاني التي تطبع حركية ثقافته وتاريخه.